Friday, November 30, 2012

6:10 AM - No comments

الكنكة

الكنكة 


جلس على كرسيه الثمين الذي يحبه جدا رغم كل شيء; فإن ذهب كل شيء وأي شيء لن يبقى له سوى هذا الكرسي. يستمع الى موسيقاه المفضلة وإن كانت غير مفضلة لديه يجعلها كذلك. يحدق إلى النار التي أمامه فهو كان ثري, يمتلك قصر يحلم به الآلاف من حوله, و لكنه لا يعي.

قرر أن يتحرك من مكانه ويذهب ليلقي نظرة على وجهه في المرآة. ووقف امام انعكاس صورته وكَتب على مرآته "أنا الغني الفقير", في نفس اللحظة التي أنهى فيها كتابة آخر حرف في آخر كلمة, رن هاتفه وسرع اليه مهرولا كأنه ينتظر سماع صوت شخص مهم. مهم بالفعل. بسرعة رفع سماعة الهاتف وقال "من؟!" وانتظر جواب من الطرف الأخر للمكالمة, وبعد ثواني قليلة سمع صوت يهمس "أنا قادمة" وانتهت المكالمة.

وضع السماعة ببطء وبإحباط ,ذهب ليحضر فنجان قهوة لنفسه ووضع "الكنكة" على نار هادئة.
ثم رجع إلى كرسيه.

خمس دقائق على الكرسي وطرق باب القصر فذهب ليفتح. إنها زوجته أو من كانت زوجته. لم يكن متحمس لمجيئها. لم يكن يوما.
دخلت وجلست على الكرسي المقابل لكرسيه وبدأت الكلام; الذي كرهه هو ولم يعد يطيق سماعه منها ولا يدري لماذا تعده في كل مرة تراه فيها. كلام عن النفقة والمال الذي اهدره وحياته البائسة التي لم يعد لها هدف ولا طريق محدد بل طريق مهدد.
بدون كلام وقف وذهب إلى الباب, فتحه وقال "مع السلامة", نظرت اليه نظرة إستغراب وإهانة. اخذت معطفها وتركت البيت بدون اسئلة.

ذهب إلى المطبخ ورأى أن القهوة قد "فارت" فبدأ بتحضير غيرها على نفس النار الهادئة في نفس "الكنكة".
وغضب لأن طليقته أفسدت مساؤه وقهوته.

ثم رن هاتفه مرة أخرى بمجرد جلوسه على كرسيه, ولسبب ما لم يرد أن يرفع السماعة ليعرف هوية المتصل. فترك الهاتف يرن بلا انقطاع. حتى توقف.
ينظر إلى الهاتف ويتمنى ان يرن ثانية فربما كان هذا شخص مهم; ربما هذه المكالمة من "الشخص" المهم.
رن الهاتف ثانية وبسرعة رفع السماعة بدون أن يقول شيئا, كأنه ينتظر معرفة من هذا.
وتكلم الشخص الاخر قائلا "أنا رأفت" فزع وصرخ "رأفت؟!! أنت حي! ,أين أنت؟!"
انقطع الإتصال وانقطع أمله بينما يصرخ "ألو! ألو!"

و"فارت" القهوة في "الكنكة" للمرة الثانية.


زيد


Friday, October 12, 2012

10:35 AM - No comments

الحلم

الحلم


غادر الغرفة منفعلا ,غاضبا ,لا يريد ان يتكلم مع أحد ولا يريد أن يرى أحد ,لأن كل مرة كان يتناقش معها في هذا الموضوع كان يجد المشاكل; لأنها لم تفهمه وعلى الأرجح لن تفهمه.ولكن هذه المرة مختلفة فإن لم ترغب بمعرفة أحلامه سيبحث عن شخص أخر يشجعه ويقبل حواره ,و تسآل عن السبب,كمية الرفض التي يتلقاها في كل مرة يحاول أن يتكلم عن الأطفال, فـهو يريد ان يصبح أب! هذا حقه وهي الآن زوجته لمدة أربعة سنين ولكنها لم تذكر قط انها تريد أن تصبح أم, وعندما يواجهها تغضب وتثور عليه بل وتهاجمه! كأنه يطلب جريمة.

هي لاتريد أن ترتبط بهمِّ آخر , وتريد أن تتفرغ لعملها.وهو...هو يتمنى, هذا مايفعله الآن, ليس في وسعه أن يتخلى عنها; فهي حب الحياة التي عاشها, وليس بيده أن يتخلى عن حلمه وعن أمنيته التي هي فعلا حقه.
وتصعب عليه الظروف يوم بعد يوم وينظر في المرآة ويرى أنه يتقدم فالسن وعمره يهرب منه.

فهل يبحث عن إمرأة أخرى؟ هل يضحي بحبه لزوجته؟ التي ضحى من أجلها من قبل؟ وإن فعل هذا, ماسيكون رد الفعل تجاه هذا التصرف ياترى؟, وأين سيجد امرأة تقبل به وهو متزوج وكيف لها أن تقبل أن تكون مجرد 'وسيلة ' لهدفه; نعم هو يرى أنه هدف   نبيل, ولكن مامدى نبله مقارنة بإرادة أي إمرأة أخرى؟ توقف عقله عن التفكير وتوقف عن طرح الأسئلة الغامضة.خرج من مكتبه في بيته فوجد زوجته حاملة مايشبه الأنبوب في يدها ونظرت إليه وعيناها تدمعان قائلة ً "أنا حامل.."

زيد. 

Monday, August 27, 2012

3:14 PM - No comments

في صمت

في صمت 

تتكون الأفكار عندما نسمح لها ان تكون,فنغمض أعيننا ونحاول أن نعطي لأنفسنا فرصة لنتعرف على مابداخل عقلنا ونرى ما محتواه.
بالإمكان أن نجد أشياء لم نعلم بوجودها,أو نأخذ قرارات قد تغير حياتنا إلى الأبد.

هل يبقى الإنسان على هيئة واحدة طوال حياته؟
وإن تغيرت حاله,ما ياترى السبب؟
ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ كم من الوقت ستبقى هذه الاسئلة غامضة؟ لم يعطِ  لعقله إجابة حينها.

التفت لطلابه واكمل المحاضرة التي لم تتصل تماما بهذه الافكار العشوائية المتبعثرة في رأسه,في حياته.
قد ضاق به الأمر,قد أستفز لدرجة الإنهيار من الروتين اليومي وبينما هو يشتكي لمفكرته الصغيرة مستعينا بقلمه القديم,فجأة يقف القلم ويكف عن الكتابة فيرفع يده عن الورقة ويحدق إلى يده ثم يراها ترتعش لأول مرة,يرى انه اخيرا تلقى رد فعل من جسده, لأول مرة ,يستطيع أن يشعر بشيء مختلف.يبدأ محاولة ثانية لتكملة الكتابة وإذا بالقلم القديم يلمس الورقة البالية فتفقد يده السيطرة ويفلت القلم وتستمر يده بالارتعاش في صمت. 

زيد.

Tuesday, July 31, 2012

5:09 PM - No comments

كفى

كفى 

رفع وجهه بحدة و صاح صارخاً في وجهها:"هل تريدين ان تعرفي حقاً ما هي الحقيقة؟ هل تريدين ان تعرفي ماذا يجري في البيت عندما تذهبي؟حسنا سأقول لك..
أمسك الكرسي و جلس أمامها و احس بثقل جسده ،غمس رأسه بين يديه لدقيقة ثم رفعه و نظر اليها و بدأ الكلام:
-ترتدين ثيابك و تتأنقين و تتعطرين بأفضل ما عندك و انا اراقبك..كل يوم.
- تخرجي في ظلام أخر الليل مثل اللصوص و أنا أراقبك كل يوم.خلع نظارته و يده ترتعش و اكمل الحديث.
- تذهبين لرؤيته و تمضي معه الوقت و ترجعي قبل شروق الشمس..كل يوم و انا أراقبك و لم أتكلم.
أري في عينيك السعادة التي لم استطع ان احققها لكي بينما نجح هو! و الآن تسأليني؟الآن تحاكميني؟
- ألم تظني في اي لحظة او تشكي حتي انني اعلم؟
- تذهبين لرؤيته،لترقصي معه،و حتي لتن..
- كفي.. -قاطعته قائلة- لا داعي لأن تكمل الاتهامات ،فكل ما قلته..صحيح،انا احبه..
نظر اليها و سكت قليلاً ثم مشى إلي الباب بصمت،نظرت الي الارض و الدموع في عينيها فرجع من عند الباب و قال لها:"ستتركيه" قالت له:"مستحيل،لن افعل هذا،فأنا احبـ..
و ساد الصمت..توقفت عن النطق،سكت كل شيء حولها،عندما رأته انهي حياته بمسدسه و بقيت هي تراقبه و هو علي الارض كما كان هو يراقبها كل يوم.

Sunday, July 22, 2012

11:30 AM - 2 comments

الإحتواء النصفي

الإحتواء النصفي

لم ينصب في عقله أي حل ولكن ركز فقط على المشكلة التي أمامه فهو لايرى غيرها,في غيوم غموض الحلول وظهور ظواهر جديدة قد تلملم عظام بقايا حروب نفسية توشك علي الإنتهاء قد يسيطر الظلم على القلب بحجة المنافع المستخرجة من عواقب تعاقب أزمنة المشكلات ومحاولة ايجاد أبواب وطرقات للهروب منها لا لمواجهتها.
وفي صمت يتكون جو اللقاء بين مانستطيع فعله وما نستطيع مواجهته.

كان يعلم أن حل هذه المشكلة يكمن فيه; في عقله فقط, فهو كان متأكد أنه لن يتمكن أي شخص أخر حلها لأن مشكلته كانت نفسه ,هو المشكلة التي لايقدر أن يوجد لها حل, في كل يوم كان يقف أمام المرآه ويتظاهر أمام نفسه معترضا على حقه في الإختيار, فكان يرفض الإستسلام لقرارات غير مكتملة بالمرة; غير مؤكدة وغير واقعية, فعقله لن يستمتع هذه المرة بحشد أفكار بلا معنى ولا مغزى, فكان جسده يحتوي عقله لكن لايؤثر فيه ولا يتأثر به.

اصر عقله على التصرف بديكتاتورية مطلقة , بكيان مختص بذات متفرعة, لايسمح لنفسه أن يقترح قرارات لاجذرية ولا فرعية لأن هذا الإحتواء كان مجرد احتواء نصفي.

احتواء وإن دل فلا يدل إلا على عدم الاكتمال وعدم الوفاق بين الفكر والفعل وبين الأزمنة المختلفة التي تاهت في العالم الذي اختلقه لعقله وتعايش فيه ليستطيع أن يتجرد من الواقع المرفوض.

Friday, June 29, 2012

2:41 PM - No comments

لا يرحل

لا يرحل 


مابكي؟ مابكي ياترى حتى تكوني بهذه الحال البائسة اليائسة؟ هل اجهدتكي هذه الحياة بهذا القدر؟
 هل مصيرك قاسي بهذا الشكل؟ - تقول هذا في عقلها وهي تطفئ آخر سيجارة في يدها,ناظرة إلى الكدمات المنتشرة في جميع أجزاء جسمها,تتذكر كل المواقف المؤلمة التي مرت بها مؤخرا.
تتذكره وهو يختنق ذراعيها بين يديه الغليظتين,وهو يمسك بشعرها المجعد الكثيف ويلوح برأسها في الهواء كالكرة ثم يلقي بها بشدة على الأرض القاسية الجافية.ثم تحس برجفة في جسمها وينتفض بخوف فجأة وكأنها تعيش ذكرياتها التي تحاول هجرها مرة ومرة ومرة.تغمض عينيها وتحاول أن ترجع بالزمن إلى آخر مرة كانت سعيدة معه -منذ سنين طويلة- في ليلة زفافهما.
وتتراوح حياتها مابين هذه الفترة ومابين حاضرها; أما مستقبلها فلا تفكر فيه كثيرا لأنه متوقع.
تركت عيوبه وركزت على حبها له,لأنه كان كل ماتملك في هذا العمر الذي بين يديها والذي اصبح مقصور على مدة تحملها; دائما ماكانت تتحمل إهانته,ضربه ,وذله ودائما أيضًا ما انفكت من اعطائه اعذاره وتقبلت اعتذاره,ولم تعرف قط لماذا لم تفكر في الهروب منه,ربما لاتستطيع أو ربما لا تريد ذلك.

كانت تخاف من كل شيء,تخاف من الإستيقاظ بجانبه وتخاف من النوم بجانبه ,لم تعد تثق به أو بنفسها.فكيف لها أن ترى نفسها في مهانة مطلقة ولا تقدر أن تحاول ان تهرب منه ومن سجنه؟لم تعرف نفسها ,فهي كانت حبيسته وحبيسة نفسها.

زعمت في عقلها شيء فقالت أنه إذا رجع هذه المرة ستواجهه ولن تخاف, لن تهاب أي شيء.بالفعل ,أتى الليل وسمعت خطوات رجليه عند الباب وفتحت له كما تفعل كل يوم بهدوء.طلب منها أن يأكل فقالت له أنها تريد أن تتكلم معه في شيء مهم,فنظر لها نظرة جحود وصرخ معترضا قائلا أنه لا يحق لها الكلام , ردته وصدته وجلبت حقائبها مستعدة للرحيل.

هرول اليها من آخر الغرفة وامسك بذراعيها قابضا يديه بشراسة يقول لها بنبرة استحقارية ,بنبرة ثقيلة "تجرأتي الآن؟!" ,هو ينظر لها في عينيها يرى كم هي غاضبة ومصرة على قرارها ,كان ينوي أن يقول لها كم يحبها ويطلب منها ان تسامحه وتغفر له ولكن عندما رأى نظرتها قرر ان يستخدم أسلوبه المعتاد فرمى بها على أرض الغرفة ورفع يده في الهواء وأنزلها على وجهها كالصاعقة ثم خرج واقفل الباب بالمفتاح وتركها.
أخذ حريتها وكرامتها وتركها.

Saturday, June 23, 2012

12:15 PM - No comments

سكتت

سكتت


وجددت حياتها تنتهي ببطء و تسلسلها يتبخر بالوقت الذي لم يعد بكثير،علمت انه سيأتي يومها التي ستودع فيه حياتها و احبائها،فنظرت في المرآة التي كانت أمامها و امعنت النظر في ملامح وجهها التي لم تعد تشعر بتفاصيله،في كل تجاعيد هذا الوجه الضال توجد قصص و حكايات لا يمكن قصها لأنها انكمشت كما انكمش هذا الوجه العجوز،هذا الوجه الهرم.

تري شبابها،تري أصدقائها ،إنجازاتها و مغامراتها و لكن لا تري شيئا آخر.
تري رجال أحبوها و لم تعطهم فرصة.
تري عائلة لم تكتمل،بل ليس لها وجود.
لم تكن حياتها طبيعية و لكن بالنسبة لها كانت مثالية ،لم تقدر ان تميز ماذا فعلت بعمرها الفاني الآن و ما حققته من نجاح.هل هو حقاً نجاح؟

تراجعت خطوتين للوراء باستسلام و ذهبت الي سريرها تاركة أفكارها عن أشياء لم تتحقق؛ لا أطفال،لا عائلة،لا احد.
لا احد بجانبها الآن و هي تحتضر.
أغلقت عينيها لتطفئ ضوء الشمس و أغلقت عليها الممرضة باب الغرفة و سكتت.
و سكت كل شيء.

Thursday, June 7, 2012

10:24 AM - No comments

لما اشتكي ؟

لما اشتكي ؟


لما اشتكي وعندي من النعم كنز لا يحصى؟
لما اشتكي وعندي عينين وأذنين وانفا ؟
احصل على اكلي وشرابي ونومي في سرير دافئ
عمري لا اعرف نهايته ولكني اعيشه بشتى الطرق 
في مدينة أو في الريف أو حتى على الشاطئ
وانتظر دوري بهدوء حتى أجد بابي قد طُرق
ويحين دوري ولا أعجل من امري فأنا ضد التشاؤم 
ولكني أطرح هذه المسألة للتساؤل :
فهل من مجيب؟ يحدثني عن عمرٍ يفنى بهدوء؟
هل بصمت أعيش كشروق الشمس والغروب ؟
هل ابقى يقظة؟ ام اخلد إلى نوم عميق؟
هل هو عدوي ام هو لي صديق؟
خوف اليوم وخوف الغد لا يترك للذعر شك 
وعندما اعود إلى أرض احلامي اجد خيالي قد تركني 
وإلى أرض الواقع قد سبقني وهجرني وحرمني وجردني من أوهامي 
وأعود أفكر في حياتي وأحاول ان أنسى خوفي واتغاضى عن جهلي لعمري 
فهذا لن يفيد وانا أريد أن استفيد.
في بقايا هذه الحياة ,أبقى أنا هذه الفتاة 
الباحثة عن كل ماهو انقى 
وكلماتها تردتها "كيف أبقى؟"
وحيدة؟ صغيرة؟ جميلة؟ كبيرة؟ حكيمة؟
أم أستسلم لشيء غير معرف وقرار غير مقرر
لوضع غير مستقر ,لوضع دائما أبدا مستقل.

زيد.