Friday, June 29, 2012

2:41 PM - No comments

لا يرحل

لا يرحل 


مابكي؟ مابكي ياترى حتى تكوني بهذه الحال البائسة اليائسة؟ هل اجهدتكي هذه الحياة بهذا القدر؟
 هل مصيرك قاسي بهذا الشكل؟ - تقول هذا في عقلها وهي تطفئ آخر سيجارة في يدها,ناظرة إلى الكدمات المنتشرة في جميع أجزاء جسمها,تتذكر كل المواقف المؤلمة التي مرت بها مؤخرا.
تتذكره وهو يختنق ذراعيها بين يديه الغليظتين,وهو يمسك بشعرها المجعد الكثيف ويلوح برأسها في الهواء كالكرة ثم يلقي بها بشدة على الأرض القاسية الجافية.ثم تحس برجفة في جسمها وينتفض بخوف فجأة وكأنها تعيش ذكرياتها التي تحاول هجرها مرة ومرة ومرة.تغمض عينيها وتحاول أن ترجع بالزمن إلى آخر مرة كانت سعيدة معه -منذ سنين طويلة- في ليلة زفافهما.
وتتراوح حياتها مابين هذه الفترة ومابين حاضرها; أما مستقبلها فلا تفكر فيه كثيرا لأنه متوقع.
تركت عيوبه وركزت على حبها له,لأنه كان كل ماتملك في هذا العمر الذي بين يديها والذي اصبح مقصور على مدة تحملها; دائما ماكانت تتحمل إهانته,ضربه ,وذله ودائما أيضًا ما انفكت من اعطائه اعذاره وتقبلت اعتذاره,ولم تعرف قط لماذا لم تفكر في الهروب منه,ربما لاتستطيع أو ربما لا تريد ذلك.

كانت تخاف من كل شيء,تخاف من الإستيقاظ بجانبه وتخاف من النوم بجانبه ,لم تعد تثق به أو بنفسها.فكيف لها أن ترى نفسها في مهانة مطلقة ولا تقدر أن تحاول ان تهرب منه ومن سجنه؟لم تعرف نفسها ,فهي كانت حبيسته وحبيسة نفسها.

زعمت في عقلها شيء فقالت أنه إذا رجع هذه المرة ستواجهه ولن تخاف, لن تهاب أي شيء.بالفعل ,أتى الليل وسمعت خطوات رجليه عند الباب وفتحت له كما تفعل كل يوم بهدوء.طلب منها أن يأكل فقالت له أنها تريد أن تتكلم معه في شيء مهم,فنظر لها نظرة جحود وصرخ معترضا قائلا أنه لا يحق لها الكلام , ردته وصدته وجلبت حقائبها مستعدة للرحيل.

هرول اليها من آخر الغرفة وامسك بذراعيها قابضا يديه بشراسة يقول لها بنبرة استحقارية ,بنبرة ثقيلة "تجرأتي الآن؟!" ,هو ينظر لها في عينيها يرى كم هي غاضبة ومصرة على قرارها ,كان ينوي أن يقول لها كم يحبها ويطلب منها ان تسامحه وتغفر له ولكن عندما رأى نظرتها قرر ان يستخدم أسلوبه المعتاد فرمى بها على أرض الغرفة ورفع يده في الهواء وأنزلها على وجهها كالصاعقة ثم خرج واقفل الباب بالمفتاح وتركها.
أخذ حريتها وكرامتها وتركها.

0 comments:

Post a Comment