Monday, November 18, 2013

حبيبته الأخيرة

يومٌ بعد يوم، يُرى المرء على أساس أفعاله و ردود أفعاله بل و إنفعالاته أيضاً. ما كان لوقت ان يمر في حياته إلا و هو منجز شيئا عظيماً يتفاخر به فيقال عنه انه لا يخطئ و انه بالتأكيد حلم كل فتاة. 
لا يحب ان يرى من حوله ضعفه و قلة حيلته. و من منا يحب ذلك. لكن هو كان مختلف و يعلم ذلك. 
ولمن لم يعرفه، هذا هو من لا تقوى فتاة على نسيانه لتأثيره القوي و جاذبيته و ذكائه و دهائه بالفطرة. 

هذا الذي لا تكفيه إمرأة واحدة لأنه ليس من العدل ان تحصل إمرأة واحدة فقط عليه و لا تشاركه، هذه تُعتبر أنانية. و تعتبر شيئاً آخر أيضاً؛ شيئاً من الجمود و التبلد من مشاعر المسؤولية. ما كان لأحدٍ ان يغير رأيه أو بماذا يخطط. هو فقط يريد الاستمتاع و لا يفكر في المستقبل. لا يشغله.

و أما هي، فلا تريد ان تكون عبء عليه أو زيادة له في عدد نسائه. بل هي من تريد كسره و إحباط كبريائه المزيف. و سحره الفاني. و هي أيضاً تريد ان تكون حبيبته. حبيبته الأخيرة.

يا من لا تبعد عن أمد بصري
جد فيِّ كل ما ضاع مني
لا تبحث في أخرى عني
لا تبحث عن إمرأة غيري

قد علمت كل ما أريدك ان تعلم
و أفقت و أخفقت في ما لا تعلم
من التي تريدها دائماً؟ 
لترتقي بها و تنعم
و انت في قلبي دوماً و ان كنت لا تعلم

و لبعضٍ، يكن هو كل ما تريد إمرأةً. و لأخريات، هو نقيد كل ما تمنين في حياتهن. و لكن، للحظة يسبقهم هو بالوقت و يسرقهن امانيهن، و يسكتن.

لأن الرجال قليلون في دنيانا، و هو ليس برجل كامل. لا يريد ان يصبح ما تتمناه إمرأة؛ بل ما تتمناه أي إمرأة. و هي في دنياها معه وحدها و له وحدها و هو لها وحدها. 

دعني بقلبك و لا تسكن خيالي 
بل اجعل عيناي سكنك
و مثل قلبي انا لا أبرح مكاني
و انت لي و انا فرحك

و حلمت ان يتغير، ان يترك قلوب نساء الدنيا و يمتلك قلبها فقط. و لكن ايترك من يشعرونه انه ملك الدنيا؟ أو انه ليس بمتروك للمارة فيصفقون لمن سرق قلوباً لا تسرق، سحق قيوداً لا تنفك و إن خضعت...يتركها و يمضي. ليس بمهتمٍ الآن. قد حقق غايته و اثبت انه قادر على الخداع و الاقناع فالإقلاع.

هو ليس بمهتم الآن
ما الآن إن لم يوجد ما كان؟
فبنا حقيقة وهم على شئ فان
و زينه بالعنبر و الريحان 

و حقاً، علمت انه ليس هناك ما سيجعله يتغير فتركت ما تحبه فيه؛ روحه. و ذهبت إلى مكانها لتفكر ما الذي قد ينهي عالمها إن لم يفعل هو؟

و تخلت عنه، و لم يحصل على حبيبته الأخيرة. لكنه ظل يجددها في صورة كل من يصادف حتى اختلطت عليه ملامحها ثم نساها. 




Friday, September 13, 2013

9:13 AM - No comments

طيفي

في عام كانت قد خسرت فيه جزء منها، و عاهدت نفسها أنها لن تعيش لها بعد اليوم. فقررت ان تعيش لمن خسرته و تفعل كل ما كان يتمناه في حياته منها.
و لم تقل هذا لأي شخص حتى أقرب الناس إليها في ذلك الوقت. و لكنها كانت طفلة لا تفقه شيئاً؛ فهي لم تتعدى الثامنة عشر بعد. لم تعلم ماذا تفعل حينها، أتكمل ما بدأته معه أم تنهيه لأن قلبها قد كان يحتضر منها و لم تجد دواء له. فتجاهلت ما و مَنْ حولها و ضاق بها حالها و لم تنتبه إلى خسارتها ولا ماذا يضيع بين يديها. و مع تلك التجاهلات خسرت من كان يحبها حب بلا مقابل و لسبب ما أحست أن عبء قد انزاح من على صدرها؛ لأنها كانت خائفة و منكسرة و ضعيفة و هو ليس له ذنب ليتحمل كل ذلك.

قالت ستبدأ حياة جديدة، بأشخاص جدد و أماكن لم تعهدها من قبل لتملأ الفراغ الذي بداخلها. و لكنها لم تنجح قط. و مر عامان عليها و هي في تلك الحال. فعلمت انه الوقت الذي كانت تنتظره لتسأل عن هذا الشخص الذي أحبها من عامين و انها تريد ان تعلمه انها تفيق من صدمتها الأولى. 
و عندما سمعت صوته عبر الهاتف أحست بذلك الشيء الذي نسته و الذي كان معها منذ عامين. قد اشتاقت إليه أكثر من اي شىء في العالم لأنه كان الوحيد الذي يفهمها و يحبها لنفسها. و لكنه لم يفهمها في تلك المرة.

في غضون حديثهما، ذكر أنه الآن مع أخرى و أنه يحب أخرى و سيتزوج أخرى. أحست بقلبها يُنتزع و بأملها الوحيد يختفي و أن كل ما حدث.. لم يحدث.
و مات جزء منها. جزء لا يرجع و لا يتبدل و لا أحد يقدر ان يزرعه بداخلها ثانيةً.

لم تعلم ماذا تفعل فهو سعيد الآن و لكنه من المفترض ان يسعد معها! لأنها هي من كانت تسعده إن مر بأسوء الظروف و هي من كانت تهون عليه كل شيء و تشاركه كل الكلام و كل المواقف. عندما كان يغار عليها و تغار عليه و لا تحب ان تغضبه و ان كان سيسامحها. كان يحبها. فكيف الآن يختفي؟ و بأي حق تأخذه أخرى بلا سابق إنذار. كيف لا يسمع قلبه كلمات يتهامس بها قلبها له. لطالما كان كذلك، و لطالما كانت هي تعيش فيه، بداخله. 

لا تعلم إن انتهى ذلك الحب في قلبه ام لا. فهي لا تعرف أي شىء الآن سوى انها تريد قلبه لها ثانية و ستفعل اي شيء ليعود إليها. و لن تقبل أن تكون طيف يرحل بصمت بعد صراع طويل.

Friday, July 19, 2013

4:50 AM - No comments

جميلتي

كنت كلما نظرت إليها، كأني أنظر إلى السماء و صفائها بلونها الموحد؛ الأزرق. أزرق كسهل مياه لم يلمسه أحد بعد ليعكر نقاؤه و صفاء براءة وجوده. كلما قررت أن أضع رأسي على وسادتي و أنام، أتمنى ان تأتيني هي لتحلم معي بنا و لا أحد غيرنا، إلى الأبد.

لم تكن معي لأقول لها هذه الكلمات التي اعرف أنها ستكون "مبالغ فيها" في نظرها. لم تتوقع مني انا بالذات ان اتفوه بترتيب هذه الحروف المنظم و الذي لها فقط. فأنا لم اعلم أنها ستكون هكذا في قلبي. و لم اعرف اني سأتلاشى في نظرها يوم بعد يوم. 

كلما جلست وحدي و لا أحد حولي غير دخان متناثر متصاعد من سيجارتي الأخيرة من كل ليلة، تأتيني ذكرياتي معها و صورتها تتكون أمام عيني و لا افعل شيئا سوى الابتسام الخفيف غير الملفت للسعادة و غير المائل للكآبة. فأنا لست حزينا و لست سعيداً جداً أيضاً. فكل المعاني في عقلي لها مرادفات غير معنية و غير ناضجة أو كاملة. فالكمال ليس شيئاً واقعياً، حتى هي لم تكن كاملة؛ بل كانت فقط جميلة. 

و عندما أتذكر جميلة لا أتذكر اي شخص اخر سواها حتى نفسي. و كنت لا أطيق ان يقاطعني احد و انا افكر في ابتسامتها و أحييها بابتسامتي الضعيفة. و إن لم تعلم.
هي لم تراني مبتسماً، غير أني كنت أتحاشى غضبي و حزني عندما أراها؛ فكيف تراها عيني و يرضى عقلي بأن يحزنها، ليس عدلاً.

جاءت إلى دنياي عندما التفتت إليِّ في محطة القطار و عندها، في تلك اللحظة بالذات توقفت عن التنفس و ذهبت عني روحي و ولدتُ من جديد. كأنها أعطتني جزء من روحها ليحييني، ليحيي عقلي الميت من التفكير و جسدي البالِ من الهم و قلة النوم، و لكني لن أنام بعد اليوم -هكذا قلت لنفسي- فكيف أنام و اذهب إلى مكان خالٍ منها؛ جميلتي. و عاهدت نفسي ان تكون لي ما دمت انا لها و على قيد هذه الحياة. حتى ينتهي وقتي هنا.

علي الإقرار أني حاولت جاهداً ان احفظ ذاك الوعد الذي عاهدت نفسي. و لكني فقط لم اعرف عواقبه أو كيف اصل اليه بدون انتظار الفرص و الحظوظ التي تأتي للإنسان بلا شيء غير خيبة الأمل و انتظار المجهول. و كان مصيري محدد من قبل تفكيري به و اختياري لمستقبلي هو خيار مستقل و لكن له حدود و وقت و يلزم التفكير الدقيق. و انا لم املك الوقت، أو الكثير منه. 

قيل لي ان من يحب و يهوى لا يستطيع اختلاق اعذار للفراق أو البعد. فعندما قررت هي تركي لأني لم اعد أراها كالسابق لم يكن هذا هو السبب. لهذا، كانت تعود إلي كل مرة فيها نفترق و نزعم على البقاء بعيدين. 

فأنا كنت أراها في كل وجوه المارة و كل عيون الصامتين. و كنت أخشى الكلام عنها إلا في قرارة نفسي عندما أتأكد ان لا احد يسمعني.
بما فيهم هي. 

                         •••

في صباح يوم لا اذكر أي الأيام كان و صلتني هدية؛ رسالة منها. نظرت إلي محتوى الرسالة دون التمعن في الكلمات و الجمل ثم قررت قراءتها كلمة كلمة مع القهوة و البندق. 

عزيزي و سبيقي إلى قلبي مني،

علمت انك لا تتكلم و لا تزور أحدا من أقاربك أو أناس تعرفهم في حياتك كانوا. لم أخشى في حياتي لحظة كهذة و انت غير مبالي بالتغيير الذي يحدث حولك و الذي انا جزء منه. ألا تلاحظ ان سبب بعدنا هو انت و تصرفاتك و عدم اكتراثك لأي شيء؟ هل ستبقى حبيس نفسك و سجين أفكارك؟ ألن تتحرر يا من لم تكن أبدا بمسجون؟. فأنا ما علمتك إلا ثائر و كنت دائم الثورة على نفسك و ما تحملك على فعله. ماذا حدث لك؟ ماذا حدث لبطلي؟. إذا أردت ان تراني فأعددت خمسة أيام و ليلة ثم تلقاني في المكان الذي تحبه أنت و تذهب فيه للسكينة، فكما كنت تقول لي، أنا سكينتك. 
                                                 مع حبي
                                                    جميلة 
                    •••           •••           


قرأ الرسالة أكثر من مرة ليتأكد انها مصحبة بأسمها بأسفل الورقة. و أنه لا يتخيل أو لا يحلم. 
ماذا يفعل الآن؟ أيبعث لها برده؟ أيلقاها في المكان و الزمان التي حددته؟ أم فقط يتحاشاها؟

ذلك المكان التي كانت تتكلم عنه، يحوله أشجاراً أبدت هي إعجابها بها فبادلها الإعجاب و لكن بجمالها هي و ليس الأشجار. فكلما كان يذهب هناك بدون وجودها معه، كانت هذه الذكرى لا تتركه أبدا، فكان يعيش ألف مرة في ألف دقيقة و هي تحمل ابتسامة لا تحملها غيرها و لن يعرف هو غيرها. 

”لا نعرف أهمية ما بأيدينا إلا عندما نهجره و نعلم انه لن يعود إلينا مرة أخرى“ 

كانت هذه الكلمات الأخيرة التي كتبت على ظهر ظرف مغلق أُرسل إليها صباح اليوم التالي. ابقت عيناها على تلك الكلمات محللة كل حرف على حدا لعلها تخمن محتوى الرسالة قبل ان تفتحها و تبدأ قراءتها بتمعن و تركيز. 

جميلتي، 

لا افكر في شىء الآن إلا قمة حزني و اشتياقي الغير مرغوب فيه تجاهك. لعلك كنتي ترجين ان اذهب إلى الغابة أو اسكن إليك؛ فكلاكما واحد بالنسبة إلي. كنت أتردد على ذلك المكان من حين إلى آخر، و في آخر مرة وجدته يبدأ بالذبول و الاستعداد لاحتضان موتاً قد تأخر كثيراً ليصل إليه. هُجِر و لم يعد هادئاً كما اعتده؛ بل مظلم و بدا غير مُرحب بي، تماماً مثل قلبك. و تذكرت تلك المرة التي قلتي فيها ان انتظر حتى يأتي وقتنا المناسب. و لكنه لم يأتِ قط و ظللت انا منتظر. بينما يذبل قلبك و يموت حبنا. و راح عمرنا في الطريق الذي يطول فيه انتظار كل من وثق في وعده و صان العهد و لكنه نُكث. و اصبح لا يصلح إلا لسرد القصص الخيالية و الأساطير. 

فليبقى إذًا كل شىء مجرد أسطورة ليست نهايتها النصر بل قصر مهجور ليس به من يسكنه أو يسكن إليه. مثلي أنا. 

                                             وداعاً طيباً
•••

و لأن الحب هو ما يأتي بعد أشتهاء مرير، لا يصح ان نحصل عليه بسهولة أو بسرعةٍ مُفقِدة لذته و احتواء معانيه التي تجعلنا أحياء. 
و يبرر البعض أشياء لا تُبرر بحُكم انه لا يوجد تفسير أخر أو مقنع نسبياً.

بعد الذي حدث يفترض ان تتحاشى هي كل ما يقربه إليها و ان تكتفي بالانتظار لمن قد يأتي دوره بعده، أو من ينجح في اختبارات قلبها.

و لأول مرة لم يصح قلبها باسمه، و لم تتشوق لمعرفة أخباره. فهل تزوج؟ هل له أولاد؟ و اين هو الآن؟ لعلها أسئلة بلا إجابة. لعلها أيضاً بلا نهاية، مثل حكايتهما تماماً. 

الوقت لا يكن أبداً في صف من يريده. و هما لم يكن يحتاجا إلا له. فهرب منهما، مثل طفل صغير لا يطيق الانتظار معك إلا إذا أعطيته لعبة يشغل بها وقته لأنك لا تسليه كفاية و هو لن يستمتع و هو منتظر معك دون ان يلهو. 

هي علمت ذلك بيقين ذكي. و لكنها لم تكن معها اي شىء كلعبة لتعطيها للوقت غير عمرها. و ذبلت تلك لعبة منها حتى صدأت.

Thursday, June 20, 2013

إقتراناً

اقتراناً 

علمت ان الحياة خير طالما هي قصيرة
علمت ان الحب جميل عندما تكون صغيرا
فهمت ان للقلب بابٌ و مفتاحه غامض
و سمعت كلماتٍ معدودة من عجوز صامت
فقيل لي يا فتاة، لمَ الخوف؟
وقتك ليس بيدك و الحياة لسوف
لسوف تسعدك و تحزنك و ستلعنيها
و لن تطيقي شيئا غير هواؤك و سيصبح مريرا
غير ان العدل قائم و أنتِ عمياء
جبانة ضعيفة غير قادرة لتحمل البلاء
ترفضين الابتلاء و أنتِ كل الالتواء 
و البناء الخراب و العشاء
و كل ثمرة فجر و كل حبة حياء
و الفناء الفناء
و انت في قمة الاشتياق
و لا زلت ككل عابر 
و لا زلت ترفضين الوفاء 
و انت كل الاحتواء لذاتك و له
كم من حياة ذهبت و خيبة أمل 
فيصبح كل ما يهم هو الجد و اللهو
و انت لازلت في عيني بطل
و هذا يحزنني..

فكم من سنوات و كم من كلام لا يفيد
حرر سر مكبوت و كل من حوله لا يستفيد
كل من حوله هم كل من حولي و يزيد
تتلفت أرواح و تجئ من قريب و من بعيد
من أماكن لا اعرفها و لا أريد أن اعرفها
تحرق روحي و قلبي احتراقا
تدخل عقلي و تخرقه اختراقا
و تدنو و تقرب و إقتراباً فاقراباً 

وتقترن بروحي..اقتراناً

زيد. 

Friday, April 19, 2013

5:02 PM - No comments

قليل..قليل

قليل..قليل 


قليل من الحياة وقليل من الموت 
قليل من الاختباء وقليل من الخدع
على وجوه البشر وقليل من الصوت 
وانتظار كل شيء جميل ويافع 
من شخص ليس إلا رجل مخادع
فقليل من الانتباه وقليل من الصبر 
وقليل من الثقة ولتكثر من الوقت 
حاول الإنتماء وكف عن اختباء 
حاول اجاد مكان تسير فيه ولا تقف 
فقليل من الحب فقليل من الحب 
ولا تنزعج سيأتي قطارك 
ولا تبكي على مافاتك 
تسآل عن سبب موتهم وتمنى ان تلحق بهم 
ولكن لن تلحق بهم فأنت لم يحن دورك بعد 
علمتك راضي بـهذا الوعد 
فقليل من الحكمة وقليل من البُعد
لن تتفوق على ظروفك فاعلم انتصاراتك 
لا تبخل على نفسك بـابتسامتك وضحكاتك
قاوم مايميتك شيئا فشيئا ولا تمت 
ليس الآن بل غدا 
غدا كلنا سنموت..معا 

قليل من الفراق لن يضر 
وحب المال لن ينفع 
فالحياة قصيرة لاتطول 
قريبا ستبقى حر 
اعمل لمن تراه مخلصا 
ولا تكره ولا تنتقم 
لا تبكي ولا تندم 
فليس هناك مايطول أو يبقى 
واحلامك ستكون حقا 
وستتعلم متى تعلم 
وسترى من سيتركك ومن سيبقى 
فلا تحزن ولا تحزن 
قليل من الهواء سينسيك
وخالق الأكوان سيغنيك 

زيد.  

Wednesday, April 17, 2013

4:40 PM - No comments

اليوم..سأتكلم


اليوم..سأتكلم


- أكلتي؟
- نعم , منذ فترة .
قالت له هذه الكلمات بهدوء تام غريب لم يعتد عليه هو من قبل , ثم بادر تكملة كلامه :
- ماذا بك؟, تبدين حزينة اليوم.
- لاشيء, فقط مرهقة من العمل.
- كان يومك طويل؟
- نعم, ومتعب جدا.

في الحقيقة يومها لم يكن متعب ولا طويل لأنه لم يبدأ مثل بقيت أيامها; لم يكن طبيعي لأنها لم تكن في عملها اليوم, لأن حدث معها حدث أكبر من العمل الذي تمارسه طوال ثلاث سنوات. قد تشرد بعقلها للحظة وتذهب إلى عالمها الخاص أو تتذكر ما حدث لها و تفتح عيناها ببطء شديد مانعة نفسها من الإنفجار بسبب كمية الحزن المكبوت والتسلسل السخيف لإرادة غير شرعية بالمرة.

- حصلت على ترقية اليوم, أخيراً. يقول لها.
- حقاً؟ رائع. (تقولها بغير اهتمام بالسبب)
- ألن تسأليني لماذا؟
- لا, اعلم انك تستحقها. فلن اتفاجأ.
- لكن, هذه الترقية ظهرت فجأة, ألا تري أن هذا نوع ما غريب؟
ابتسمت ابتسامة مكسورة تحث على جزء من السخرية على أساس العلم بالسبب.

خرجت من الغرفة وفي يدها فنجان القهوة السوداء كما هي أفكارها المشوشة في عقلها .
اتخبره؟ كيف؟ أيعقل أن يتحمل شيئا كهذا؟ وهو يحبها كل هذا الحب؟
إذًا تصمت؟ ولا تفعل شيئا تجاه هذا النوع من الاستغلال  الأبدي؟
هي التي فعلت هذا بنفسها. هي راضية. نعم, راضية بهذا الوضع فهي تُحَب و تُستَغَل و تصمت و لا تحكي ثم إن فكرتها عن نفسها مُتغيرة و لا تقبل السكون و الجمود.

تذهب كل صباح إلى عملها, و تنهي يومها الممل لتنتظر ان يخرج هو قبلها ثم تتبعه بسيارتها إلى مكانه الذي يريد. في كل خطوة تخطوها تعلم و تدرك تماماً أنها تفعل جريمة و لكن من وجهة نظرها هي مضطرة! مضطرة؟ حقا؟ أتفكر  امرأة في اللجوء إلى رَجل حسب رغبتها وإرادتها الكاملة وهي امرأة راشدة عاقلة بالغة وتصبح مضطرة؟ أمضطرة هي أن تتبعه في حين أنها بالإمكان أن تتركه؟, تتركه؟ امجنونة هي إذًا؟!
تترك الرجل الذي ينتظر منها خطأ ليهرول إلى زوجها الساذج فيخبره كل شيء؟

في سابق الحوار ذكر ان زوجها الطيب قد حصل على ترقية مفاجئة بدون أدنى إنذار علما أنه يوجد من هو اكفأ وأقدم منه في هذا العمل  ولكن أختير هو .
ربما يكون هذا بسبب شفقة؟ضعف؟أم اسكات لضمير ميت؟ فرئيس عمله هو هو رئيس عمل زوجته إن كانا يعملان في اقسام مختلفة.

وبالمقابل المتروك كاختيار لرئيس عمل ظالم ; قرار ترقية عظيم يتلقاه الزوج كثمن باخس لما تفعله زوجته بـدون علمه.
سذاجة؟احتقار لخصوصية معروفة من قبله؟ -الرئيس- أم طمع؟ طمع كجشاعة ليس لها مثيل تعرف قدرها الزوجة ولا تتكلم ونهاية هذا كله اعتراف. إعتراف بمزيد ;مزيد من الألم,مزيد من المرارة والندم. ومزيد من الإنتقام.

إنتقام منه وإنتقام له –الزوج-, تخليص نفسها بيدها ورسم نهايتها ونهايته, أيضًا بدون علم الزوج. وبدون مساعدة من أحد.

ولتنهي القصة ويصفق الجمهور لتضحيتها بنفسها فهي بطلة! يجب أن تلقنه درسا لن ينساه.
تتصل بزوجته وتخبرها انها عشيقته وتشرح لها الحكاية وتنهي المكالمة; تترك الزوجة في صدمة مفاجئة وتخطط هي لباقي الرواية.

تذهب لزوجها وتترك له رسالة فيها شرح كل ماكانت تفعله غير وازنة للعقابات التي ستتحقق على أساس ماتفعله الآن, فهي فقدت صوبها!

ثم تنتظر رئيسها في المكان المعتاد وهي أنيقة وفي قمة جمالها. ليس لديها فكرة عن ماستفعله عندما يأتي.
وانتظرته. وانتظرته طويلا ولكنه لم يأت. فـارتدت ملابسها وذهبت إلى بيته لتجد سيارات الشرطة في الشارع وتجد زوجة رئيسها مأخوذة إلى قسم الشرطة بتهمة القتل.

وفي هذه اللحظة, هذه اللحظة بالذات, ترى زوجها واقفا خلفها ويهمس في أذنها "ماذا تفعلين هنا؟"
التفتت بسرعة وبخوف, ناظرةله في عينيه ومنتظرة رد فعله.
قتل؟ لأنه خان زوجته؟ - قال لها بحذر.
-نعم, لأنه خان زوجته. ردت هي.

-ياترى, اتقتليني إن خنتك؟ في يوم من الأيام؟
سكتت ولم تجب.

امسك يدها وقبلها وتركها..وذهب.


زيد.


Sunday, January 13, 2013

غائب

غائب 


بيني وبينك حد لا أقطعه وإن قدرت 
وحدودك بالنسبة لي هي ابتسامة إن حضرت 
فأقف مكتوفة الأيدي لا أعلم ماحدث لي
وانت غير مبال غير سائل غير مجبور لتأتي لي 
فأمشي لا أعلم ماذا سيحدث إن اقتربت منك 
وظهوري أمامك ليس إلا ظاهرة مملوكة مصدرها أنت 
علمك بقلبي عندما أنظر لك وإتخاذي قرارٍ أنك تقرأ أفكاري بك
و عقلي محصور لما بين يمينك و بين يسارك و أنا هنا واقفة
منتظرة لا أتحرك ولا أخطو أمامك ولا خلفك
فكيف أفعل و أنت محور حدودي, زماني و مكاني و سبب وجودي
ولكني أكتب و أكتب حتى تُقفع يداي و ما أنت بحاضر
أقول لأناس غريبة و قريبة لأثبت فكرة أنك معي حاضر
ثم أعطي لنفسي فرصة كي أتعرف على نفسي وما يدور بعقلي 
ولا أصل إلى نتيجة إلا أنك فيٌ حاضر
ولا تكن في يدي حيلة إلا أن أنام لاتخلص منك 
فها أنت تأتيني في منامي, لا أهرب, لامفر 
والشيء الغريب أنك في حلمي كنت حاضر 
فـأصحو وأعلم أنك لست حولي وأنك لست معي حاضر 
أنا لا أقدر أن أجعلك لي, فهل أنت أيضا لست بقادر؟
أم أنك لا تريد أن تقاتل؟
حياة هي أنا وأنت مصدرها لكنك الآن لست إلا قاتل 
تعطي وقت لكل الناس من حولك وأنا لوقتك أناضل 
فتكلم الآن واجعلني سعيدة فهذا حقي وبه أطالب 
أم تحيي قلبا كان ميت غير معرف ذائب 
أصبح يعلم ماهو العشق وعن الوحدة اضحى تائب 
فتقرب واجلي بصوتك ليذبح كل صوت جاهل 
وتخلص من غيبة قلبي لتبقى لي, لست بغائب