Tuesday, January 21, 2014

ضَحِكوا

”ضحكوا“

فليكن إذاً.. سوء تفكير أو سوء اختيار أو سميه ما شئت. هذا لم يعد يهمني بعد ذهابها.
قد شهدتُ حكاياتٍ شتى و حياتي تكاد تقسم لي انها اكتفت بكل هذا الهراء. و لما انت هنا بالأصل؟ لتسخر مني؟ لتهزأ؟ على أية حال قد علمت انك تريد نصيبك في الضحك.. فالكل يطالب بنصيبه و لا يهم كيف. ما شأنهم كيف تضحكهم؟ المهم أنهم يتركون عقولهم و يأتون عندك بقلوب راجية النسيان البعيد. 

فلتفعل إذاً..، ها قد أتوا و انتظروا، فلما لا تخرج لهم؟ انت تسلبهم ضحكاتهم و هذا كل ما يملكونه الآن، بعد ان فات أوان الندم أو الرجوع إلى أشياء اختفت. لا تحزن، فانت ستضحك أيضاً معهم. و ان يكن فقط بوجهك و لكنك ستضحك. و بعدها ينتهي كل شئ. 

و تلك الألوان الباهتة على وجهك تُرغِم إبتسامة على فمٍ مُكَبَلٌ و ما لك مِن حيلة أمامهم. فلا انت هنا لتبكي و لا هم هنا ليواسوك. فلتفعل إذاً ما جئت من اجله. فهم يهللون و يصفقون بقدومك و هم لا يعرفون حتى إسمك. فاصرخ عند دخولك و لا تأبه بما يظنوه؛ سيضحكون على أية حال و يخال لهم ان صراخك هو جزء من العرض! 

’ضحكوا ضحكة التفت حولي
فرأيت حياتي من حولي
و سقط قناعي من هولي
حتى هرب كل قولي‘

ما عدتُ أريدها حياة إلا لأرى غيري يضحكون و قد اكتفيت من روحي عندما رأيت آخر إبتسامة لها و لم أرها ثانية. أخذتني معها و تركت ألواني على وجهي تُكمل ما تبقى لي من أيام أقضيها. و لكن أنا..أنا لست هنا. أنا معها.