Saturday, April 26, 2014

10:43 PM - No comments

كفاكِ

كفاكِ بعداً، قال لي. و عندما سألته لما؟ لم يجب. فقط كررها؛ ”كفاكِ بُعداً“. و صمت. 

بقيت عينانا مترقبتان اي كلمات أخرى، لعلها تُهَون هذا الصمت المشبوه بالفراغ. و لكن لا شئ. فكان على إحداهما قطع تلك المسافة. و ذلك الانجذاب الوهمي. ففعلتُ انا. نظرت إلى ارض وقوفي، و رأسي تبعتني حتى لا تتركني أهوى ببصري دون رفيق. و هو لم تبارح عيناه مكانهما المسبق. إليّ تُحدق. و لا تقل اي شئ؛ اول مرة تكن عيناه فارغة و غير منتظرة رد مني. هي فقط لا تريد تركي؛ اعتادت هجري فمَّلت منه. و هو لم يملل مني أبداً. 

كل الأشياء حولنا إن تناثرت لن نشعر بها. إن اهتزت الأرض و انشقت لن نُبالي. او لعله هو لن يُبالي. ألم يدري اني لم اختر البُعد؟ لما قد يلومني على شئ هو بالأصل ليس اختيار؟ كأنه لم يشعر بي حوله إلا اليوم. اليوم هو اليوم و لن يتكرر. لن يتطور ليصبح الغد. الغد هو الغد و الأمس ذهب مع بقية أيام أمس. و هو لا يفهم. 

قربي إليك يفيض و بعدي عنك قريب..
 
حتى إن أراد ان يوقف الوقت او لا يشعر بشيء او احد غيري لن ينجح. قد حاول من حاول قبله و سيحاول من يأتي بعده. قد مر وقتٌ ليس بقليل الآن و هو لا زال، ما زال ناظراً مستنظراً ردي او رد فعلي او كلامي و ماذا بعد؟ 

كلامك ذهب عني و تركني وحيد..

سآتي إليك في المنام و ستحمي كل تلك الأحلام من الضياع إلا ان تلقاني و ليس هذا بإختيار. قال لي ان كل ما فات منَّا هو شئ لا يذكر. و انا اذكر ان الهواء تخلل بين جفوني و النور الذي كنت اترقبه من غرفة نومي هو الآن يراقبني. كما يترقب هو كل تحركاتي. لا بأس، هو سيعلم و سيقف عند معرفة قليلة توصله إلى عالم أخر؛ عالمي.

كم أريد بقائك معي..كم أريد..

اين أنتِ و لما لا تردين؟ كفاكِ بُعداً و كفاكِ. قال لي.