Monday, November 18, 2013

حبيبته الأخيرة

يومٌ بعد يوم، يُرى المرء على أساس أفعاله و ردود أفعاله بل و إنفعالاته أيضاً. ما كان لوقت ان يمر في حياته إلا و هو منجز شيئا عظيماً يتفاخر به فيقال عنه انه لا يخطئ و انه بالتأكيد حلم كل فتاة. 
لا يحب ان يرى من حوله ضعفه و قلة حيلته. و من منا يحب ذلك. لكن هو كان مختلف و يعلم ذلك. 
ولمن لم يعرفه، هذا هو من لا تقوى فتاة على نسيانه لتأثيره القوي و جاذبيته و ذكائه و دهائه بالفطرة. 

هذا الذي لا تكفيه إمرأة واحدة لأنه ليس من العدل ان تحصل إمرأة واحدة فقط عليه و لا تشاركه، هذه تُعتبر أنانية. و تعتبر شيئاً آخر أيضاً؛ شيئاً من الجمود و التبلد من مشاعر المسؤولية. ما كان لأحدٍ ان يغير رأيه أو بماذا يخطط. هو فقط يريد الاستمتاع و لا يفكر في المستقبل. لا يشغله.

و أما هي، فلا تريد ان تكون عبء عليه أو زيادة له في عدد نسائه. بل هي من تريد كسره و إحباط كبريائه المزيف. و سحره الفاني. و هي أيضاً تريد ان تكون حبيبته. حبيبته الأخيرة.

يا من لا تبعد عن أمد بصري
جد فيِّ كل ما ضاع مني
لا تبحث في أخرى عني
لا تبحث عن إمرأة غيري

قد علمت كل ما أريدك ان تعلم
و أفقت و أخفقت في ما لا تعلم
من التي تريدها دائماً؟ 
لترتقي بها و تنعم
و انت في قلبي دوماً و ان كنت لا تعلم

و لبعضٍ، يكن هو كل ما تريد إمرأةً. و لأخريات، هو نقيد كل ما تمنين في حياتهن. و لكن، للحظة يسبقهم هو بالوقت و يسرقهن امانيهن، و يسكتن.

لأن الرجال قليلون في دنيانا، و هو ليس برجل كامل. لا يريد ان يصبح ما تتمناه إمرأة؛ بل ما تتمناه أي إمرأة. و هي في دنياها معه وحدها و له وحدها و هو لها وحدها. 

دعني بقلبك و لا تسكن خيالي 
بل اجعل عيناي سكنك
و مثل قلبي انا لا أبرح مكاني
و انت لي و انا فرحك

و حلمت ان يتغير، ان يترك قلوب نساء الدنيا و يمتلك قلبها فقط. و لكن ايترك من يشعرونه انه ملك الدنيا؟ أو انه ليس بمتروك للمارة فيصفقون لمن سرق قلوباً لا تسرق، سحق قيوداً لا تنفك و إن خضعت...يتركها و يمضي. ليس بمهتمٍ الآن. قد حقق غايته و اثبت انه قادر على الخداع و الاقناع فالإقلاع.

هو ليس بمهتم الآن
ما الآن إن لم يوجد ما كان؟
فبنا حقيقة وهم على شئ فان
و زينه بالعنبر و الريحان 

و حقاً، علمت انه ليس هناك ما سيجعله يتغير فتركت ما تحبه فيه؛ روحه. و ذهبت إلى مكانها لتفكر ما الذي قد ينهي عالمها إن لم يفعل هو؟

و تخلت عنه، و لم يحصل على حبيبته الأخيرة. لكنه ظل يجددها في صورة كل من يصادف حتى اختلطت عليه ملامحها ثم نساها.