Thursday, February 23, 2017

مُحلّى بالعسل.

مُحلّى بالعسل.

كان كوب الشاي المحلى بالعسل يبرد داخل راحة يدها عندما تذكرته للمرة الألف اليوم. كلما زحفت ذكرى ابتسامته لا يقتلها سوى سكوته وقت رحيلها. عاد بها نمط الحياة بلا طعم، فعادت هي تحلي كل ما تشاهد غصباً. كل ما و من حولها تراهم ضدها، الاختلافات تشل حركات دماغها و صارت الأيام اثقل فاثقل. تسآلت عن ماذا لا يرى فيها، فردت بعدم الاكتراث بأي من هذا بعد اخر مرة رفضها عنواً.

كادت ان تكتب له رسالة تقول له فيها انها ارادت ان تحدق لعينيه لفترة من الزمن ثم تذهب في سلام. لعلها تكتشف انه لا يليق بها ربما. لعلها تسمع صوته فلا يعجبها، لعله لا يروق لها مزاحه، لعله. ارادت ان تسأله عن الحياة، و كيف عساها ان تظل تمشي كل يوم بذكراه الوحيدة، و انها تقول لنفسها انه ربما ليس حقيقي. ذاب العسل في الكوب ببطء كما يذوب هو في روحها كلما تحدث احد ما باسمه. 
يالاسمه و عذوبته.. يفتح زهور ما في صدرها من خوف و فزع ليستبدله بطمأنينة و سكينة و هدوء. تشعر بالسكون طالما هو يراها، او كما كان يراها.

برد كوب الشاي و صار طعمه الحلو لا يلاحظ؛ كما الأشياء في نهايتها. اول الامر يختلف كثيرا عن آخره. في البداية، كل شيء يلمع، و ينطفئ ببطء قاتل كلما قل الاهتمام و الفضول للحصول و الوصول للأفضل. 

شهور تمر و لا يسعني غير ان أراه الأفضل.

— سَلمى ابوزيد