Friday, September 13, 2013

9:13 AM - No comments

طيفي

في عام كانت قد خسرت فيه جزء منها، و عاهدت نفسها أنها لن تعيش لها بعد اليوم. فقررت ان تعيش لمن خسرته و تفعل كل ما كان يتمناه في حياته منها.
و لم تقل هذا لأي شخص حتى أقرب الناس إليها في ذلك الوقت. و لكنها كانت طفلة لا تفقه شيئاً؛ فهي لم تتعدى الثامنة عشر بعد. لم تعلم ماذا تفعل حينها، أتكمل ما بدأته معه أم تنهيه لأن قلبها قد كان يحتضر منها و لم تجد دواء له. فتجاهلت ما و مَنْ حولها و ضاق بها حالها و لم تنتبه إلى خسارتها ولا ماذا يضيع بين يديها. و مع تلك التجاهلات خسرت من كان يحبها حب بلا مقابل و لسبب ما أحست أن عبء قد انزاح من على صدرها؛ لأنها كانت خائفة و منكسرة و ضعيفة و هو ليس له ذنب ليتحمل كل ذلك.

قالت ستبدأ حياة جديدة، بأشخاص جدد و أماكن لم تعهدها من قبل لتملأ الفراغ الذي بداخلها. و لكنها لم تنجح قط. و مر عامان عليها و هي في تلك الحال. فعلمت انه الوقت الذي كانت تنتظره لتسأل عن هذا الشخص الذي أحبها من عامين و انها تريد ان تعلمه انها تفيق من صدمتها الأولى. 
و عندما سمعت صوته عبر الهاتف أحست بذلك الشيء الذي نسته و الذي كان معها منذ عامين. قد اشتاقت إليه أكثر من اي شىء في العالم لأنه كان الوحيد الذي يفهمها و يحبها لنفسها. و لكنه لم يفهمها في تلك المرة.

في غضون حديثهما، ذكر أنه الآن مع أخرى و أنه يحب أخرى و سيتزوج أخرى. أحست بقلبها يُنتزع و بأملها الوحيد يختفي و أن كل ما حدث.. لم يحدث.
و مات جزء منها. جزء لا يرجع و لا يتبدل و لا أحد يقدر ان يزرعه بداخلها ثانيةً.

لم تعلم ماذا تفعل فهو سعيد الآن و لكنه من المفترض ان يسعد معها! لأنها هي من كانت تسعده إن مر بأسوء الظروف و هي من كانت تهون عليه كل شيء و تشاركه كل الكلام و كل المواقف. عندما كان يغار عليها و تغار عليه و لا تحب ان تغضبه و ان كان سيسامحها. كان يحبها. فكيف الآن يختفي؟ و بأي حق تأخذه أخرى بلا سابق إنذار. كيف لا يسمع قلبه كلمات يتهامس بها قلبها له. لطالما كان كذلك، و لطالما كانت هي تعيش فيه، بداخله. 

لا تعلم إن انتهى ذلك الحب في قلبه ام لا. فهي لا تعرف أي شىء الآن سوى انها تريد قلبه لها ثانية و ستفعل اي شيء ليعود إليها. و لن تقبل أن تكون طيف يرحل بصمت بعد صراع طويل.