10:49 AM -
قصة قصيرة
No comments
قصة قصيرة
No comments
ضَحِكوا
”ضحكوا“
فليكن إذاً.. سوء تفكير أو سوء اختيار أو سميه ما شئت. هذا لم يعد يهمني بعد ذهابها.
قد شهدتُ حكاياتٍ شتى و حياتي تكاد تقسم لي انها اكتفت بكل هذا الهراء. و لما انت هنا بالأصل؟ لتسخر مني؟ لتهزأ؟ على أية حال قد علمت انك تريد نصيبك في الضحك.. فالكل يطالب بنصيبه و لا يهم كيف. ما شأنهم كيف تضحكهم؟ المهم أنهم يتركون عقولهم و يأتون عندك بقلوب راجية النسيان البعيد.
فلتفعل إذاً..، ها قد أتوا و انتظروا، فلما لا تخرج لهم؟ انت تسلبهم ضحكاتهم و هذا كل ما يملكونه الآن، بعد ان فات أوان الندم أو الرجوع إلى أشياء اختفت. لا تحزن، فانت ستضحك أيضاً معهم. و ان يكن فقط بوجهك و لكنك ستضحك. و بعدها ينتهي كل شئ.
و تلك الألوان الباهتة على وجهك تُرغِم إبتسامة على فمٍ مُكَبَلٌ و ما لك مِن حيلة أمامهم. فلا انت هنا لتبكي و لا هم هنا ليواسوك. فلتفعل إذاً ما جئت من اجله. فهم يهللون و يصفقون بقدومك و هم لا يعرفون حتى إسمك. فاصرخ عند دخولك و لا تأبه بما يظنوه؛ سيضحكون على أية حال و يخال لهم ان صراخك هو جزء من العرض!
’ضحكوا ضحكة التفت حولي
فرأيت حياتي من حولي
و سقط قناعي من هولي
حتى هرب كل قولي‘
ما عدتُ أريدها حياة إلا لأرى غيري يضحكون و قد اكتفيت من روحي عندما رأيت آخر إبتسامة لها و لم أرها ثانية. أخذتني معها و تركت ألواني على وجهي تُكمل ما تبقى لي من أيام أقضيها. و لكن أنا..أنا لست هنا. أنا معها.

0 comments:
Post a Comment