Wednesday, April 17, 2013

4:40 PM - No comments

اليوم..سأتكلم


اليوم..سأتكلم


- أكلتي؟
- نعم , منذ فترة .
قالت له هذه الكلمات بهدوء تام غريب لم يعتد عليه هو من قبل , ثم بادر تكملة كلامه :
- ماذا بك؟, تبدين حزينة اليوم.
- لاشيء, فقط مرهقة من العمل.
- كان يومك طويل؟
- نعم, ومتعب جدا.

في الحقيقة يومها لم يكن متعب ولا طويل لأنه لم يبدأ مثل بقيت أيامها; لم يكن طبيعي لأنها لم تكن في عملها اليوم, لأن حدث معها حدث أكبر من العمل الذي تمارسه طوال ثلاث سنوات. قد تشرد بعقلها للحظة وتذهب إلى عالمها الخاص أو تتذكر ما حدث لها و تفتح عيناها ببطء شديد مانعة نفسها من الإنفجار بسبب كمية الحزن المكبوت والتسلسل السخيف لإرادة غير شرعية بالمرة.

- حصلت على ترقية اليوم, أخيراً. يقول لها.
- حقاً؟ رائع. (تقولها بغير اهتمام بالسبب)
- ألن تسأليني لماذا؟
- لا, اعلم انك تستحقها. فلن اتفاجأ.
- لكن, هذه الترقية ظهرت فجأة, ألا تري أن هذا نوع ما غريب؟
ابتسمت ابتسامة مكسورة تحث على جزء من السخرية على أساس العلم بالسبب.

خرجت من الغرفة وفي يدها فنجان القهوة السوداء كما هي أفكارها المشوشة في عقلها .
اتخبره؟ كيف؟ أيعقل أن يتحمل شيئا كهذا؟ وهو يحبها كل هذا الحب؟
إذًا تصمت؟ ولا تفعل شيئا تجاه هذا النوع من الاستغلال  الأبدي؟
هي التي فعلت هذا بنفسها. هي راضية. نعم, راضية بهذا الوضع فهي تُحَب و تُستَغَل و تصمت و لا تحكي ثم إن فكرتها عن نفسها مُتغيرة و لا تقبل السكون و الجمود.

تذهب كل صباح إلى عملها, و تنهي يومها الممل لتنتظر ان يخرج هو قبلها ثم تتبعه بسيارتها إلى مكانه الذي يريد. في كل خطوة تخطوها تعلم و تدرك تماماً أنها تفعل جريمة و لكن من وجهة نظرها هي مضطرة! مضطرة؟ حقا؟ أتفكر  امرأة في اللجوء إلى رَجل حسب رغبتها وإرادتها الكاملة وهي امرأة راشدة عاقلة بالغة وتصبح مضطرة؟ أمضطرة هي أن تتبعه في حين أنها بالإمكان أن تتركه؟, تتركه؟ امجنونة هي إذًا؟!
تترك الرجل الذي ينتظر منها خطأ ليهرول إلى زوجها الساذج فيخبره كل شيء؟

في سابق الحوار ذكر ان زوجها الطيب قد حصل على ترقية مفاجئة بدون أدنى إنذار علما أنه يوجد من هو اكفأ وأقدم منه في هذا العمل  ولكن أختير هو .
ربما يكون هذا بسبب شفقة؟ضعف؟أم اسكات لضمير ميت؟ فرئيس عمله هو هو رئيس عمل زوجته إن كانا يعملان في اقسام مختلفة.

وبالمقابل المتروك كاختيار لرئيس عمل ظالم ; قرار ترقية عظيم يتلقاه الزوج كثمن باخس لما تفعله زوجته بـدون علمه.
سذاجة؟احتقار لخصوصية معروفة من قبله؟ -الرئيس- أم طمع؟ طمع كجشاعة ليس لها مثيل تعرف قدرها الزوجة ولا تتكلم ونهاية هذا كله اعتراف. إعتراف بمزيد ;مزيد من الألم,مزيد من المرارة والندم. ومزيد من الإنتقام.

إنتقام منه وإنتقام له –الزوج-, تخليص نفسها بيدها ورسم نهايتها ونهايته, أيضًا بدون علم الزوج. وبدون مساعدة من أحد.

ولتنهي القصة ويصفق الجمهور لتضحيتها بنفسها فهي بطلة! يجب أن تلقنه درسا لن ينساه.
تتصل بزوجته وتخبرها انها عشيقته وتشرح لها الحكاية وتنهي المكالمة; تترك الزوجة في صدمة مفاجئة وتخطط هي لباقي الرواية.

تذهب لزوجها وتترك له رسالة فيها شرح كل ماكانت تفعله غير وازنة للعقابات التي ستتحقق على أساس ماتفعله الآن, فهي فقدت صوبها!

ثم تنتظر رئيسها في المكان المعتاد وهي أنيقة وفي قمة جمالها. ليس لديها فكرة عن ماستفعله عندما يأتي.
وانتظرته. وانتظرته طويلا ولكنه لم يأت. فـارتدت ملابسها وذهبت إلى بيته لتجد سيارات الشرطة في الشارع وتجد زوجة رئيسها مأخوذة إلى قسم الشرطة بتهمة القتل.

وفي هذه اللحظة, هذه اللحظة بالذات, ترى زوجها واقفا خلفها ويهمس في أذنها "ماذا تفعلين هنا؟"
التفتت بسرعة وبخوف, ناظرةله في عينيه ومنتظرة رد فعله.
قتل؟ لأنه خان زوجته؟ - قال لها بحذر.
-نعم, لأنه خان زوجته. ردت هي.

-ياترى, اتقتليني إن خنتك؟ في يوم من الأيام؟
سكتت ولم تجب.

امسك يدها وقبلها وتركها..وذهب.


زيد.


0 comments:

Post a Comment