Sunday, December 7, 2014

الشمس و الرمال

بماذا تفكرين؟ - قال لها
بعد سكوت للحظات اردفت:

أتعلم حينما تشم شيئاً او تسمع صوت حركة أمواج البحر و السمك في أعماق مياهه المالحة؟ هذه الحياة سخيفة حقاً، ليست كلها شمس و ليس ملمسها كملمس الرمال الناعمة. 

لم يفهم ما عنته و لن يفهم.. لما كل شيء غير متوفر في الأوقات التي نريدها و يذهب حين نريده؟ اعني كم من الوقت يجب ان ننتظر ليكون "كافي" و كم من الأيام نُحصي؟ أم انه لا يُحسب بالأيام؟ بالدقائق و الساعات، رُبما بعدد دقات القلب في كل مرة يخيب ظنه. هذا مُقنع.

- ماذا تعنين بالشمس و الرمال؟ 
- أهناك شمس غير شمسنا و رمال غير رمالنا؟
- لا أظن..
- إذاً سؤالك ليس له صلة
- و ماذا أيضاً؟ 
- ليس هُناك الكثير عنك في عقلي لأذكره.
- ماذا عن قلبك إذاً؟

صمت يُنشد نغمات التيه الغريب و يدعها تتذكر اي كلام حذق لتهرب من سؤاله الذي لا يَمَل منه. و لكنها لم تعرف هذه المرة. 

- لم تردي على سؤالي؛ ليس له صلة كما الذي قبله؟ ام ليس له إجابة؟ 
- تعرف الإجابة فما غرض سؤالك؟ 
- أُحب ان أُذكر نفسي. و ابتسم.
- انت لست بقلبي. و لن تكون. تذكرت الآن؟ 
اشاحت بنظرها كي لا تواجه عينيه و بقي هو يترقب اي شيء فيها يُشعره انها تكذب. و لكن صدقها كان أجمل ما فيها، فلم يعثر على أي شيء. 

لم ينطق بكلمة و نظر للسماء و هو ينفض الغبار من على ملابسه حين استقام من جلسته و نظر إليها رجوعاً، استعد لقول كل ما يجعله ارقى منها و يجعلها تبحث عنه -هو يعلم كيف- لكنه لم يفعل. ربما لأنه أخيراً شعر أنها لا تستحق معاناة اكثر من ذلك. 

- انت مُحقة؛ هذه الحياة سخيفة حقاً، ليست كلها شمس و ليس ملمسها كملمس الرمال الناعمة. 

لم ينتظر ردها و ذهب بعيداً إلى اللاعودة و أغلق عيناه حتى لا يرى ظلها و لا يتخيل وجودها وراءه و لم تعلم هي ماذا دهاه. 

0 comments:

Post a Comment