Thursday, November 13, 2014

7:37 AM - No comments

شهرزاد؛ سمرقند. (٢)

بعد صمت يقطعه حفيف أرجل مُتعبة من المشي، جاء صوت سمرقند بسؤال كان متوقع نوعاً ما.

سمرقند: كيف لم يكن يكفي وجود شهريار لكِ؟! 
شهرزاد: لا ادري ما سبب اهتمامك به او بهذا الموضوع تحديداً بهذه الطريقة الغريبة صراحةً.
 
احست سمرقند انها تدخلت في خصوصيات شهرزاد بما يزيد عن حقها، فاكتفت بالنظر إلى أسفل و التظاهر بالإنكسار. صمتها جعل شهرزاد تواصل حديثها قائلةً؛

شهرزاد: حسناً، سأحكي لكِ ما أراه و جزء مما قد حدث و لا تطمعي بأكثر من ذلك! 

ابتسمت سمرقند و أحست انها على حافة الدخول لتاريخ من سمعوا قصص و روايات "شهرزاد" و أنصتت جيداً بعد قولها: انا فقط أريد ان اعلم وجهة نظر شهرزاد العظيمة في شهريار الملك المستبد الذي اصبح اضعف الضعفاء على يديها. 

تبسمت شهرزاد و أحست بشيء من الكبرياء و عزة النفس لكنها لم تُظهر ذلك و أردفت:

- لم يكن هُناك شيء مُميز في شهريار حينها؛ عانى كثيراً ليعرف من أكون، و لم يكن مُقتنع بشيء أقوله ابداً. فجُن لعدم علمه بحقيقة ليس لها وجود او اصل.
كان الملك الذي يذبح العذارى كل صباح و أضحى مقتول دون أدنى مجهود مني. لم أسحره إلا بغموضي الذي لم انويه إلا لحماية نفسي. و هذا كل ما في الأمر. 

سمرقند: لم تقولي لي لما لم يكن كافِ؟ 

ضحكت شهرزاد فزاد جمالها أضعافاً و قالت: و كيف يكفيني رجلٌ مجنون؟!! 

ابتسمت سمرقند ابتسامة هادئة حين قالت بعد صمت قصير: أنتِ على حق؛ كيف يكفي شهرزاد رجلٌ مجنون..بها؟ 

استبقتها بخطوات تليها فكرة انتصار على أفكار شهرزاد العظيمة لتتركها هائمة لشيء لا تعلم عواقبه.

- سلمى أبوزيد

0 comments:

Post a Comment